Firqah wahabiah yg sentiasa mengambil kesempatan.
تنازع الأشاعرة والسلفيين
في سياق بحثه عمن يستحق هذا اللقب، أشار المحمود إلى "أن هناك خلطا في تحديد مذهب السلف، أهل السنة والجماعة، ومجمل اعتقادهم الذي يميزهم عن غيرهم من أهل البدع والأهواء، ومن المعلوم أن مذهب الأشاعرة قد اشتهر بين كثير من الناس على أنه هو مذهب أهل السنة والجماعة، وأن اعتقادهم يمثل اعتقاد السلف، ومن المؤسف أن هذا المفهوم سائد إلى الآن في كثير من البلاد الإسلامية" على حد قول المؤلف.
تنازع الأشاعرة والسلفيين
في سياق بحثه عمن يستحق هذا اللقب، أشار المحمود إلى "أن هناك خلطا في تحديد مذهب السلف، أهل السنة والجماعة، ومجمل اعتقادهم الذي يميزهم عن غيرهم من أهل البدع والأهواء، ومن المعلوم أن مذهب الأشاعرة قد اشتهر بين كثير من الناس على أنه هو مذهب أهل السنة والجماعة، وأن اعتقادهم يمثل اعتقاد السلف، ومن المؤسف أن هذا المفهوم سائد إلى الآن في كثير من البلاد الإسلامية" على حد قول المؤلف.
وطبقا للكتاب فإن "من أبرز العلماء الذين عملوا، بشكل قوي ومركز وشامل، على بيان الحق في ذلك، وتمييز مذهب السلف عما يدعيه هؤلاء: شيخ الإسلام ابن تيمية"، فالمؤلف يقرر بشكل مباشر وبوضوح تام أن مذهب الأشاعرة مخالف لمذهب السلف الصالح، الذي اشتغل على تمييزه بشكل مركز وشامل ابن تيمية في مجموع كتبه وتقريراته ومناقشاته ومناظرته للأشاعرة وغيرهم من الاتجاهات الإسلامية الأخرى.
وأوضح المؤلف "أن مذهب الأشاعرة قد انتشر في العالم الإسلامي، قبل ابن تيمية، وقد حدثت له عدة تطورات قربته كثيرا من المعتزلة والفلاسفة والمتصوفة، ولم يأت عهد ابن تيمية إلا وقد بلغ أوجه في التطور والانتشار بعد الجهود الكبيرة التي قام بها علماء كبار من هذا المذهب كالغزالي والرازي وغيرهما.." واستنادا إلى الكتاب فإن ابن تيمية هو الذي تولى الدفاع عن مذهب أهل السنة والجماعة، بإظهار عقائدهم الصحيحة، وإبراز مناهج الاستدلال لديهم، والرد على انحرافات الأشاعرة في العقيدة، وتلبيسهم على الناس أنهم "أهل السنة والجماعة".
ولئن كان المؤلف المحمود قد بحث القضايا وقررها في كتابه انطلاقا من انتمائه السلفي، خاصة قصره لمسمى أهل السنة والجماعة على السلفية، وإخراج الأشاعرة منه، فإن أحد أعلام الأشاعرة المعاصرين في سوريا، ألا وهو الدكتور محمد حسن هيتو، أبدى استغرابه الشديد من سؤال وجه إليه يقول: هل يُعتبر الأشاعرة من أهل السنة والجماعة؟.
جاء جواب هيتو في الكتاب المعنون بـ"أهل السنة الأشاعرة.. شهادة علماء الأمة وأدلتهم" الذي جمعه وأعده كل من: حمد السنان وفوزي العنجري، وذكر هيتو في جوابه أن صيغة السؤال السابق استوقفته طويلا، إذ وجدها "فارغة من معنى السؤال العلمي الصحيح، مما يدل على سذاجة السائل وجهله بتاريخ هذه الأمة وعقيدتها، وذلك أن ما يعرفه كل من شم للعلم رائحة، على مدى تاريخ أمتنا الطويل هو أن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة، وأنه إذا أطلقت كلمة أهل السنة في كتب العلم ـ على اختلاف أنواعها ـ فإنهم هم الذين يرادون بها.
وأضاف هيتو "وذلك أن الأشاعرة هم الذين وقفوا في وجه المعتزلة، فزيفوا أقوالهم، وأبطلوا شبههم، وأعادوا الحق إلى نصابه على طريق سلف هذه الأمة ومنهجهم، والإمام أبو الحسن الأشعري لم يؤسس في الإسلام مذهبا جديدا في العقيدة، يخالف مذهب سلف هذه الأمة، وإنما هداه الله تعالى لالتزام مذهب أهل السنة بعد أن أمضى أربعين سنة من حياته على مذاهب الاعتزال، عرف من خلالها حقيقة مذهبهم، وتمرس بفنونهم وأساليبهم في الجدال، والنقاش.. مما مكنه من الرد عليهم، وإبطال شبههم".
وقال هيتو "وعقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري التي سار عليها هي عقيدة الإمام أحمد بن حنبل، والشافعي، ومالك، وأبي حنيفة وأصحابه، وهي عقيدة السلف الصالح، كما نص على ذلك أئمة أهل العلم ممن سار على هذه العقيدة، على كر العصور ومر الدهور.
وبناء على ما سبق فإن الدكتور الأشعري هيتو قرر أن الصواب في السؤال أن يقول السائل: "من يدخل مع الأشاعرة في أهل السنة والجماعة"؟ ليجيب عن ذلك بقوله: "والجواب على هذا: أنه يدخل معهم كل من سار على نهجهم، وسلك سبيلهم، وإن وقع شيء من الخلاف في بعض المسائل بينهم، فالماتريدية من أهل السنة، والأثريون من أهل السنة، إلا أن الذي ظهر من أهل السنة ومَثَّلهم في كتب العلم هم الأشاعرة، ولذلك كانت كلمة أهل السنة إذا أطلقت انصرفت في الغالب إليهم".
وتابع هيتو "على أن جمهور أهل السنة منهم، فالمالكية كلهم أشاعرة.. والشافعية كلهم أشاعرة.. والحنفية كلهم أشاعرة أو ماتريدية ولا خلاف بينهم.. وجملة كبيرة من أئمة الحنابلة المتقدمين من الأشاعرة..".
ليس صحيحا القول بأن الخلافات العقائدية بين تيارات أهل السنة باتت من الماضي، وأنها خلافات بائدة، لما لها من حضور قوي في واقع المسلمين، وسلطة حاكمة على كثير من شيوخها ورموزها وأتباعها، لكن الخلاف الأكبر الذي سيبقى قائما، هو النزاع الشديد على من يمثل أهل السنة والجماعة، مع ما يصاحب ذلك من سلوكيات ناشزة ومنفرة، كتضليل المخالف وتبديعه، واحتكار حق إدخال الناس في مسمى أهل السنة والجماعة وإخراجهم منه.
No comments:
Post a Comment