Inilah Jalan Sufi Headline Animator

Whatsap Saya

Pencerahan Bid'ah

Saturday, October 19, 2019

Matan Ummu Barohim

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، اعلم أن الحكم العقلي ينحصر في ثلاثة أقسام : الوجوب ، والاستحالة ، والجواز .
فالواجب ما لا يتصور في العقل عدمه والمستحيل ما لا يتصور في العقل وجوده ، والجائز ما يصح في العقل وجوده وعدمه ، ويجب على كل مكلف شرعا أن يعرف ما يجب في حق مولانا جل وعز وما يستحيل وما يجوز ، وكذا يجب عليه أن يعرف مثل ذلك في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام فما يجب لمولانا جل وعز عشرون صفة وهى الوجود والقدم والبقاء ومخالفته تعالى للحوادث وقيامه تعالى بنفسه أي لا يفتقر إلى محل ولا مخصص.

والوحدانية أي لا ثاني له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله فهذه ست صفات الأولى نفسيه وهى الوجود والخمسه بعدها سلبيه ثم يجب له تعالى سبع صفات تسمى صفات المعاني وهى القدرة والإرادة المتعلقتان بجميع الممكنات والعلم المتعلق بجميع الواجبات والجائزات والمستحيلات والحياه وهى لا تتعلق بشيء والسمع والبصر المتعلقان بجميع الموجودات والكلام الذي ليس بحرف ولا صوت ويتعلق بما يتعلق به العلم من المتعلقات

ثم سبع صفات تسمى صفات معنوية وهى ملازمه للسبع الأولى وهى كونه تعالى قادرا ومريدا وعالما وحيا وسمعيا وبصيرا ومتكلما* ومما يستحيل في حقه تعالى عشرون صفه وهى أضداد العشرين الأولى وهى العدم والحدوث وطرو العدم والمماثله للحوادث بأن يكون جرما أي تأخذ ذاته العليه قدرا من الفراغ أو يكون عرضا يقوم بالجرم أو يكون في جهه الجرم أوله هو جهه أو يتقيد بمكان أو زمان أو تتصف ذاته العليه بالحوادث أو يتصف بالصغر أو بالكبر أو يتصف بالإغراض في الأفعال أو الأحكام وكذا يستحيل عليه تعالى أن لا يكون قائما بنفسه بأن يكون صفه يقوم بمحل أو يحتاج إلى مخصص وكذا يستحيل عليه تعالى إن لا يكون معه فى الوجود مؤثر وكذا يستحيل عليه تعالى العجز عن ممكن ما وإيجاد شيء من العالم مع كراهته لوجوده أي عدم إرادته له تعالى أو مع الدهول أو الغفله أو بالتحليل أو بالطبع وكذا يستحيل عليه تعالى الجهل وما في معناه بمعلوم ما والموت والصمم والعمى والبكم وأضداد الصفات المعنويه واضحه من هذه.
وأما الجائز في حقه تعالى ففعل كل ممكن أو تركه ، أما برهان وجوده تعالى فحدوث العالم لأنه لو لم يكن له محدث بل حدث بنفسه لزم أن يكون أحد الأمرين المتساويين مساويا لصاحبه راجما عليه بلا سبب وهو محال وليل حدوث العالم ملازمته للأعراض الحادثة من حركه وسكون وغيرهما وملازم الحادث حادث ودليل حدوث الأعراض مشاهدة تغيرها من عدم إلى وجود ومن وجود إلى عدم .

وأما برهان وجوب القدم له تعالى فلأنه لولم يكن قديما لكان حادثا فيفتقر إلى محدث فيلزم الدور أو التسلسل ، وأما برهان وجوب البقاء له تعالى فلأنه لو أمكن أن يلحقه العدم لأنتفي عنه القدم لكون وجوده حينئذ جائزه لا واجبا ، والجائز لا يكون وجوده إلا حادثا كيف وقد سبق قريبا وجوب قدمه تعالى وبقائه وأما برهان وجوب مخالفته تعالى للحوادث فلأنه لو ماثل شيأ منها لكان حادثا مثلها وذلك محال لما عرفت قبل من وجوب قدمه تعالى وبقائه وأما برهان وجوب قيامه تعالى بنفسه تعالى فلأنه تعالى لو احتاج إلى محل لكان صفة والصفة لا تتصف بصفات المعاني ولا المعنويه وملانا جل وعز يجب القافه بهما فليس بصفه ولو احتاج إلى مخصص لكان حادثا كيف وقد قام البرهان على وجوب قدمه تعالى وبقائه

وأما برهان وجوب الوحدانية له تعالى فلأنه لو لم يكن واحدا للزم أن لا يوجد شيء من العالم للزوم عجزه حينئذ وأما برهان وجوب اتصافه تعالى بالقدرة والإرادة والعلم والحياه فلأنه لو انتفى شيء منها لما وجد شيء من الحوادث وأما برهان وجوب السمع له تعالى والبصر والكلام فالكتاب والسنة والإجماع وأيضا لو لم يتصف بها لزم أن يتصف بأضدادها وهى نقائص والنقص عليه تعالى محال ، وأما برهان كون فعل الممكنات أو تركها جائزا في حقه تعالى فلأنه لو وجب عليه تعالى شيء منها عقلا أو استحال عقلا لا نقلب الممكن واجبا أو مستحيلا وذلك لا يعقل  وأما الرسل عليهم الصلاة والسلام ما هو من الأعراض البشرية التي تؤدى إلى نقص في مراتبهم العلية كالمرض ونحوه ، أما برهان وجوب صدقهم فلأنهم لو لم يصدقوا للزم الكذب في خبره تعالى لتصديقه تعالى لهم بالمعجزة النازلة منزله قوله تعالى صدق عبدي في كل ما يبلغ عنى ، وأما برهان وجوب الامانه لهم عليهم الصلاة والسلام فلأنهم لو خانوا بفعل محرم أو مكروه لا نقلب المحرم أو المكروه طاعة في حقهم لان الله تعالى أمرنا بالإقتداء بهم في أقوالهم وأفعالهم ولا يأمر الله تعالى بفعل محرم ولا مكروه وهذا بعينه هو برهان وجوب الثالث .

وأما دليل جواز الأعراض البشريه عليهم فمشاهدة وقوعها بهم أما لتعظيم أجورهم أو للتشريع أو للتسلي عن الدنيا أو للتنبيه لخسة قدرها عند الله تعالى وعدم رضاه بها دار جزاء لأنبيائه وأوليائه باعتبار أحوالهم فيما عليهم الصلاة والسلام ، ويجمع معاني هذه العقائد كلها قول لا اله إلا الله محمد رسول الله إذ معنى الألوهية استغناء الإله عن كل ما سواه وافتقار كل ماعداه إليه فمعنى لا اله إلا الله لا مستغنى عن كل ما سواه ومفتقر إليه كل ماعداه إلا الله تعالى أما استغناؤه جل وعز عن كل ما سواه فهو يوجب له تعالى الوجود والعدم والبقاء والمخالفة للحوادث والقيام بالنفس والتنزه عن النقائص ويدخل في ذلك وجوب السمع له تعالى والبصر الكلام إذ لو لم تجب له هذه الصفات لكان محتاجا إلى المحدث أو المحل أو من يدفع عنه النقائص ويؤخذ منه تنزه تعالى عن الأغراض في أفعاله وأحكامه والالزم افتقاده إلى ما يحصل غرضه كيف وهو جل وعز الغنى عن كل ما سواه ويؤخذ منه أيضا انه لا يجب عليه تعالى فعل شيء من الممكنات ولا تركه إذ لو وجب عليه تعالى شيء منها عقلا كالثواب مثلا لكان جل وعز مفتقر إلى ذلك الشيء ليكتمل به غرضه إذ لا يجب في حقه تعالى إلا ما هو كمال له كيف وهو جل وعز الغنى عن كل ما سواه
ويؤخذ منه أيضا أنه لا يجب عليه تعالى فعل شيء من الممكنات ولا تركه إذ لو وجب عليه تعالى شيء منها عقلا كالثواب مثلا لكان جل وعز مفتقر إلى ذلك الشيء ليتكمل به غرضه إذ لا يجب في حقه تعالى إلا ما هو كمال له كيف وهو جل وعز الغنى عن كل ما سواه وأما افتقار كل ما عداه إليه جل وعز فهو يوجب له تعالى الحياة وعموم القدرة والإرادة والعلم إذ لو انتفى شيء منها لما أمكن أن يوجد شيء من الحوادث فلا يفتقر إليه شيء كيف وهو الذي يفتقر إليه كل ما سواه ويوجب له تعالى أيضا الوحدانيه إذ لو كان معه ثان في الالوهيه لما افتقر إليه شيء للزوم عجزهما حينئذ كيف وهو الذي يفتقر إليه كل ما سواه ويؤخذ منه أيضا حدوث العالم بأسره إذ لو كان شيء منه قديما لكان ذلك الشيء مستغنيا عنه تعالى كيف وهو الذي يجب أن يفتقر إليه كل ما سواه ويؤخذ منه أيضا أن لا تأثير لشيء من الكائنات في أثر ما والإلزام أن يستغنى ذلك الأثر عن مولانا جل وعز كيف وهو الذي يفتقر إليه كل ما سواه عموما وعلى كل حال هذا إن قدرت أن شيئا من الكائنات يؤثر بطبعه وإما أن قدرته مؤثر بقوة جعلها الله فيه كما يزعمه كثير من الجهلة فذلك محال أيضا لأنه يصير حينئذ مولانا جل وعز مفتقرا في إيجاد بعض الأفعال إلى واسطة وذلك باطل لما عرفت من وجوب استغنائه جل وعز عن كل ما سوا ه فقد بان لك تضمن قول لا اله إلا الله للأقسام الثلاثة التي يجب على المكلف معرفتها في حق مولانا جل وعز وهى ما يجب وما يستحيل وما يجوز

وأما قولنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدخل فيه الإيمان بسائر الأنبياء والملائكة والكتب السماوية واليوم الآخر لأنه عليه الصلاة والسلام جاء بتصديق جميع ذلك كله ويؤخذ منه وجوب صدق الرسل عليهم الصلاة والسلام واستحالة الكذب عليهم والا لم يكونوا رسلا أمناء لمولانا العالم بالخفيات جل وعز واستحالة فعل المنهيات كلها لأنهم أرسلوا ليعلموا الناس بأقوالهم وأفعالهم وسكوتهم ويلزم أن لا يكون في جميعها مخالفة لأمر مولانا جل وعز الذي اختارهم على جميع خلقه وآمنهم على سر وحيه ويؤخذ منه جواز الإعراض البشرية عليهم إذ ذاك لا يقدح في رسالتهم وعلو منزلتهم عند الله تعالى بل ذاك مما يزيد فيها فقد بان لك تضمن كلمتي الشهادة مع قلة حروفها لجميع ما يجب على المكلف معرفته من عقائد الإيمان في حقه تعالى وفى حق رسله عليهم الصلاة والسلام ولعلها لاختصارها مع اشتمالها على ما ذكرناه جعلها الشرع ترجمة على ما في القلب من الإسلام ولم يقبل ن احد الإيمان إلا بها فعلى العامل أن يكثر من ذكرها مستحضرا لما احتوت عليه من عقائد الإيمان حتى تمتزج مع معناه بلحمه ودمه فانه يرى لها من الأسرار والعجائب إن شاء الله تعالى ما لا يدخل تحت حصر .
وبالله التوفيق ، لا رب غيره ولا معبود سواه، نسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وأحبتنا عند الموت ناطقين بكلمة الشهادة عالمين بها .
وصلى الله على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون ورضي الله تعالى عن أصحاب رسول الله أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين   آمين  انتهى


https://almalakawi.wordpress.com/2009/08/06/mukaddimah-matan-ummul-barahin-%d9%85%d8%aa%d9%86-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%86/

No comments: